‎“خُلاصة "الجمهورية
Monday, 15-Sep-2025 21:10

في ظل الجمود الداخلي على الساحة اللبنانية، توجهت الأنظار إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث انعقدت القمة العربية الإسلامية الاستثنائية، لمناقشة تداعيات الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي القطرية، وبلورة موقف مشترك حيال التصعيد.


حضر لبنان القمة بوفد رسمي ترأسه رئيس الجمهورية، جوزاف عون، الذي استهل زيارته بلقاء مع أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في مقر المؤتمر. وأعرب عون خلال الاجتماع عن إدانته الشديدة للهجوم الإسرائيلي، مؤكدًا وقوف لبنان إلى جانب قطر شعبًا وقيادة، وشاكرًا للأمير الدعم الذي ما فتئت تقدمه الدوحة للبنان في مختلف الأوقات.

من جانبه، رحب الشيخ تميم بالرئيس اللبناني، مشددًا على تضامن بلاده مع لبنان، وحرصها المستمر على دعم استقراره وتعزيز أمنه، مؤكداً أنّ العلاقات بين البلدين ستبقى راسخة في وجه التحديات.

عون في كلمته: الهجوم على الدوحة استهداف لفكرة الوساطة

وفي كلمته أمام القمة، شدد الرئيس عون على أن "العدوان على الدوحة" استهدف في جوهره مبدأ الحوار والوساطة، وليس فقط قادة أو شخصيات. ودعا إلى موقف عربي موحد يُطرح في الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة في نيويورك، يتجسد في سؤال واضح: "هل تريد إسرائيل سلامًا عادلًا ودائمًا؟".

وأضاف أن لبنان لا يزال متمسكًا بمبادرة السلام العربية التي أطلقتها السعودية عام 2002، والتي تحظى اليوم بدعم دولي متزايد تُرجم مؤخرًا بإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة المعروف بـ"إعلان نيويورك"، الذي حدد خارطة طريق ملموسة نحو حل الدولتين.


على هامش القمة، عقد الرئيس عون سلسلة لقاءات شملت العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، حيث شكر الأخير على الدعم المستمر للبنان، خصوصًا في ما يتعلق بالمساعدات العسكرية. كما التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، إضافة إلى لقاء مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي أكد خلاله الطرفان حرصهما على تعزيز العلاقات الثنائية القائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.


في الداخل اللبناني، أعلن وزير الداخلية أحمد الحجار عن إنجاز أمني مهم تمثّل بإحباط محاولة تهريب ضخمة للمخدرات. وكشف عن ضبط شحنة تحتوي على أكثر من 6.5 مليون حبة كبتاغون و700 كلغ من الحشيشة، كانت معدّة للتهريب عبر مرفأ بيروت باتجاه السعودية.

وأكد الحجار أن العملية نفذتها شعبة المعلومات بعد مراقبة استمرت أشهر، وأسفرت عن تفكيك شبكة دولية تمتد بين لبنان وتركيا وأستراليا والأردن، واعتقال زعيم الشبكة وعدد من أفرادها.

وشدد على أن لا غطاء فوق أي متورط، مشيرًا إلى دعم السلطة السياسية الكامل للأجهزة الأمنية، ومؤكدًا أن مكافحة الجريمة والمخدرات لا تميّز بين منطقة أو طائفة.


اقليميا، وفي سياق القمة، حذر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد من أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحلم بتحويل المنطقة العربية إلى منطقة نفوذ إسرائيلية"، معتبرًا ذلك "وهماً خطيراً". واتهم إسرائيل بالسعي إلى زعزعة استقرار دول المنطقة، وعلى رأسها سوريا ولبنان.

وشهدت القمة إجماعًا عربيًا على إدانة العدوان الإسرائيلي على الدوحة، وسط دعوات لاتخاذ خطوات عملية، أبرزها الضغط الاقتصادي على إسرائيل.

ودعا البيان الختامي لقمة الدوحة إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. وأكّد على الوقوف ضد مخططات إسرائيل لفرض واقع جديد بالمنطقة، رافضا تهديد إسرائيل المتكرر بإمكانية استهداف قطر مجددا.

ووجه البيان الختامي للقمة الخليجية الطارئة التي عُقدت في الدوحة على ضرورة اتخاذ ما يلزم لتفعيل آليات الدفاع المشترك، وتعزيز قدرات الردع الخليجية، فضلاً عن عقد اجتماع عاجل لمجلس الدفاع الخليجي المشترك في قطر .


في المقابل، شن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجومًا على قطر، متهمًا إياها بقيادة جهود إقليمية ودولية لفرض "حصار" على إسرائيل. واعتبر أن محاولات عزل تل أبيب "ستفشل"، مؤكدًا دعم الولايات المتحدة الكامل له.

وأشار نتنياهو إلى أن الهجوم على قادة حركة حماس في الدوحة كان "قرارًا إسرائيليًا بحتًا"، ملمحًا إلى احتمال تنفيذ عمليات إضافية ضدهم "أينما وجدوا".


دوليا، جدد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تأكيد دعم بلاده الثابت لإسرائيل، مشددًا على ضرورة "القضاء على حماس" من أجل تحقيق السلام في المنطقة. وأوضح أن بلاده تشجع قطر على لعب "دور بنّاء" في ملف غزة، كاشفًا عن زيارة مرتقبة له إلى الدوحة بعد لقائه مع نتنياهو في إسرائيل.


وفي خطوة جاءت بعدما أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الأسبوع الماضي أن حكومته ستصدر قانونا يفرض حظرا على شراء أو بيع معدات عسكرية مع إسرائيل، بسبب حربها على قطاع غزة، ألغت إسبانيا عقدا بقيمة 700 مليون يورو لشراء قاذفات صواريخ إسرائيلية الصنع.

الأكثر قراءة